​تماشيًا مع رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى بناء مجتمع مبتكر يعتمد على الإبداع والابتكار، أطلقت الملحقية الثقافية السعودية في لندن برنامج الإبداع والابتكار ،  والذي يهدف إلى تمكين الطلبة السعوديين بأن يصبحوا روادًا في مجالاتهم المختلفة من خلال تزويدهم بالأدوات والدعم اللازمين لتحويل أفكارهم إلى واقع ملموس. 

استمر البرنامج على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء 11 و12 مارس، بحضور نخبةٍ من الخبراء والمختصين في مجالات متنوعة  قدموا رؤًى ملهمةً للطلبة السعوديين حول الابتكار وريادة الأعمال. 

وقد افتتحت سعادة القائم بأعمال الملحقية  الثقافية  في لندن الدكتورة مشاعل السلامة البرنامج بكلمةٍ أكدت فيها على أهمية الابتكار ودوره في بناء المستقبل ، كما قدمت دعمًا معنويًا كبيرًا للطلبة مشجعةً إياهم على الانطلاق في مجال الابتكار بثقةٍ وطموح . 

بعد ذلك شاركت قائدتا البرنامج فاطمة الموسوي باحثة دكتوراه في مجال طب الجينوم والعلاج الجيني، وأفنان بترجي باحثة دكتوراه في التصميم الإبداعي والتراث الثقافي بعرض خطة برنامج الإبداع والابتكار، وضحتا الخطوات العملية التي سيتم تنفيذها خلال عام 2025، بهدف خلق بيئة محفزة للابتكار وتمكين الطلبة من تطوير أفكارهم وتحقيق إنجازاتهم. 

ثم بدأت أولى جلسات البرنامج بحديث الدكتور خالد الدكان النائب الأول لرئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لواحات الابتكار ، الذي تناول موضوع الابتكار في رؤية 2030 مسلطًا الضوء على الجهود المبذولة في المملكة لتعزيز بيئة الابتكار وتحفيز العقول الشابة على تطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشروعات ناجحة. 

تبع ذلك جلسةً حواريةً تناولت الابتكار في مختلف القطاعات بمشاركة نخبة من المتخصصين من بينهم الدكتورة سفانة مشهدي مديرة الابتكار في المعهد الوطني لأبحاث الصحة التي ناقشت الابتكار في الصحة والأبحاث ودورها في قيادة التطوير في القطاع الصحي مع تسليط الضوء على تأثير الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي. 

من جانبه شاركت الدكتورة ضحى عطية أستاذ التصميم المشارك ومستشار في القطاع الثقافي في الحديث عن الابتكار في الفن والثقافة ، حيث ناقشت أهمية الإبداع الفني في النهضة الثقافية واقترحت طرقًا لصنع بصمة إبداعية مميزة في المشهد السعودي. 

وفي اليوم الثاني ركز البرنامج على الجوانب العملية للابتكار، بالتعاون مع جهات مختلفة لدعم المبتكرين  افتُتحت الجلسات بكلمة الأستاذة نورة من الهيئة السعودية للملكية الفكرية ، والتي قدمت للطلبة إرشادات حول كيفية حماية أفكارهم وتسجيل ابتكاراتهم لضمان حقوقهم الفكرية. 

تلاها جلسةً حول ريادة الأعمال والشركات الناشئة بالتعاون مع الهيئة السعودية للبحث والتطوير والابتكار (RDIA)، قدمها الدكتور أحمد الجدعان مدير عام القطاع الخاص ودعم ريادة الأعمال ، حيث قدم للحضور نظرةً شاملةً حول الموارد المتاحة لدعم رواد الأعمال والطرق الفعالة للحصول على التمويل والتوجيه لبناء مشروعات ناجحة. 

عقبها جلسةً تفاعليةً حول كيفية توليد الأفكار المبتكرة والتي قدمتها الدكتورة عبير سبحي أستاذ مساعد في التصميم الداخلي ومستشارةً في التراث الثقافي ،  والتي أنارت للحضور في كيفية اكتشاف قدراتهم الإبداعية من خلال ورش عمل تفاعلية تهدف إلى تحفيز التفكير الابتكاري. 

وفي آخر البرنامج اختُتمت الفعالية بجلسة من قبل النادي السعودي للابتكار بقيادة الدكتورة أماني البريكان أستاذ مشارك في علوم الحاسب وعضو مؤسس في النادي حيث قدمت حوارًا تفاعليًا حول تحفيز الابتكار وشاركت بخطوات عملية نحو التفكير الإبداعي مما ساهم في تعزيز روح الابتكار لدى الحضور. 

حظي إطلاق برنامج الإبداع والابتكار بتفاعل كبير من الطلبة والمشاركين ، بتشكيل فرصةٍ مميزةٍ لهم للتعرف على بيئة الابتكار في المملكة ، والتواصل مع الخبراء والمختصين واستكشاف مسارات جديدة للابتكار في مختلف المجالات.  

يعد هذا البرنامج خطوةً مهمةً في دعم الطلبة السعوديين في المملكة المتحدة وتحفيزهم ليكونوا جزءًا من التحول الإبداعي الذي تشهده المملكة بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030.